
فضيلة العلم
فضيلة العلم
لحُجَّة الإسلام محمد بن محمد الغزالي الشافعي
اختصار وتهذيب
فريق المحتوى – منصة إحياء
شواهدها من القرآن قوله عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثَنَّى بالملائكة وثلَّث بأهل العلم، وناهِيكَ بهذا شرفاً وفضلاً وجَلاءً ونُبْلاً. وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجاتٌ فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾.
وأما الأخبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن يُرِد اللهُ به خيراً يُفَقِّههُ في الدين، ويُلْهِمْهُ رُشْدَهُ)(1) وقال صلى الله عليه وسلم: (العلماء وَرَثة الأنبياء)(2) ومعلومٌ أنه لا رتبة فوق النبوة، ولا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة. وقال عليه الصلاة والسلام: (الناسُ معادن كمعادن الذهب والفضة، فخِيارُهم في الجاهلية، خِيارُهم في الإسلام إذا فَقُهُوا)(3).
وأما الآثار فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلمُ خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق.
وقال علي أيضاً رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثُلِمَ في الإسلام ثُلْمَة لا يسدُّها إلا خَلَفٌ منه.
وقال رضي لله عنه نظماً:
ما الفخرُ إلا لأهلِ العِلْم إنَّهـــمُ*** على الهدى لمن استهدى أدلاَّءُ
وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه*** والجَاهِلُون لأهْل العلمِ أعَداءُ
ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حياً به أبــــداً*** النَّاسُ مَوتَى وأهلُ العِلْمِ أحْياءُ
وقال أبو الأسود: ليس شيءٌ أعزَّ من العلم، الملوك حُكّام على الناس، والعلماء حُكّامٌ على الملوك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خُيِّر سليمانُ بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والمُلك. فاختار العلم، فأُعْطِيَ المالَ والمُلكَ معه.
وسُئل ابن المبارك: مَن الناس؟ فقال: العلماء. قيل: فمن الملوك؟ قال: الزُهَّاد. قيل: فمن السَفَلَة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين. وقال بعض العلماء: ليت شعري أيُّ شيءٍ أدرك من فاتَهُ العلم! وأيُّ شيءٍ فاتَهُ من أدركَ العلم!
وقال الحسن رحمه الله: يُوزن مِدادُ العلماءِ بدمِ الشهداء، فيرجَح مدادُ العلماءِ بدمِ الشهداء. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكُرُ العلمِ بعضَ ليلةٍ أحبُّ إليَّ مِن إحيائِها.
وقال الشافعي رحمة الله عليه: مِن شَرفِ العلمِ أنَّ كلَّ مَن نُسبَ إليه -أي العلم- ولو في شيءٍ حقيرٍ فَرِح، ومن رُفع عنه حزن.
المصدر:
إحياء علوم الدين، للإمام محمد بن محمد الغزالي الشافعي.
________________________